روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | سُنّّة الله.. في الظالمين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > سُنّّة الله.. في الظالمين


  سُنّّة الله.. في الظالمين
     عدد مرات المشاهدة: 2374        عدد مرات الإرسال: 0

قال الله تعالى:((ولا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلًا عَمّا يعملُ الظّالمونَ، إنّما يُؤخّرهُم ليومٍ تَشْخَصُ فيهِ الأبصارُ ))، إبراهيم:42.

المُخَاطَب في هذه الآية الكريمة هو النبي – صلى الله عليه وسلم – والخطاب عامٌّ لجميع الأمة؛ أي:لا تظننّ – يا محمد – أنّ ربّك ساهٍ عمّا يفعله المشركون من قومك.

بل هو عالمٌ بهم، وبأعمالهم محصيها عليهم ليجزيهم بها.وأنّ تأخير العذاب عنهم ليس للرضا بأفعالهم؛ بل سُنّة الله في إمهال العُصَاة مدّة، وفي الصحيحين أنّ النبيّ – عليه الصلاة والسلام – قال:" إنّ الله ليملي للظالم؛ حتى إذا أخذه لم يفلته؛ ثم قرأ:((وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد)) ".قال ميمون بن مهران:" هذا وعيد للظالم، وتعزية للمظلوم ".

ويا لله! كَمْ في هذه الآية من تسلية وشفاء لقلوب المؤمنين الموحّدين، وجبر لخواطر المكلومين في زمن كُثر فيه الظلم والعدوان، وتداعتْ علينا أذلّ وأحقر أمم الأرض! وإنّ المرء لتخنقه العَبَرات، وتحرقه الزفرات والآهات، حتى يكاد يموت كمدًا وهَمًّا لما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض؛ فيسمع هذه الآية فتكون بلسمًا شافيًا – بإذن ربّ العالمين – لتذكره أنّ حقه لن يضيع.

وأنه سوف يقتصّ ممّن اعتدى عليه وظلمه، وأنّ الظالم مهما أفلتْ من العقاب في الدنيا؛ فإنّ جرائمه مسجّلة عند مَن لا تخفى عليه خافية، ولا يغفل عن شيء، فسبحان مَن حرّم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده مُحرّمًا، وانتصر لعباده المظلومين ولو بعد حين.اللهم أهلِك الكافرين بالكافرين، وأهلِك الظالمين بالظالمين، وكُنْ لإخواننا المضطهدين المظلومين، يا ناصر المستضعفين.

الكاتب: شادي السيّد

المصدر: منتديات العدل والإحسان